لغة الضاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ على آلائه، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله، أما بعد:
فإنَّ مَن أحَبَّ اللهَ تعالى أحبَّ رسوله محمدًا ﷺ، ومَن أحبَّ الرسولَ العربي أحبَّ العربَ، ومَن أحبَّ العربَ أحبَّ العربية التي بها نزل أفضلُ الكتب على أفضل العجمِ والعربِ، ومَن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرفَ همَّته إليها، ومَن هداه اللهُ للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حُسنَ سريرةٍ فيه؛ اعتقدَ أنَّ محمدًا ﷺ خيرُ الرسلِ، والإسلامَ خيرُ المِللِ، والعربَ خيرُ الأممِ، والعربيةَ خيرُ اللغاتِ والألسنةِ.
وعلينا أن نعي أنّ اللغة العربية هي جزء لا يتجزأ من الحضارات العربية والإسلامية، وبانتشار الدين الإسلامي في أرجاء الأرض تنتشر اللغة العربية ويزداد روادها على مستوى العالم، ولتلك الأهمية البالغة تم اعتماد اللغة العربية باعتبارها لغة هامة وأساسية في التداول والاستخدام في عدد كبير من المؤتمرات الدولية على مستوى العالم، واعتمدت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة اللغة العربية باعتبارها ثالث أهم لغة متداولة ومستخدمة بشكل فعال في أرجاء العالم، وهذا مصدر فخر لنا نحن المسلمين والعرب جميعاً.(١)
وقد جاءت أهمية اللغة العربية وثروتها اللغوية من قوة مفرداتها وقواعدها، فاللغة مدعمة بالعديد من قواعد النحو والصرف، وتلك القواعد منحتها هوية خاصة عن باقي اللغات، وصنعت لنا إرثاً خاصاً من الأدب بأنواعه المختلفة والمؤلفات العظيمة التي نتوارثها عبر الأجيال.
ومع ما ذكرناه من ميزات لهذه اللغة العظيمة إلا أن مقتضيات الساحة الراهنة الآن ووقوع الأمة جريحة بين أنياب اللغة العامّية وإهمال الجيل للفصحى وهجرها وعقوقها، واستشراس الثقافات واللغات الأخرى على العربية مما جعلها في وهن وضعف، يتطلب وقفة جادة لإعادة مجدنا الأول، ولأجل ذلك علينا أن نركز على الناشئة والطلبة الشباب فهم كنز مكنون، وغرس طيب، وبعد تهيئة التربة الخصبة والمناخ المناسب، وشباب المسلمين في أقطاب الأرض أجمع حملة القرآن وكتاب الله العظيم هم البذرة الخيرة الصالحة.(٢)
وها نحن نضع بين أيديكم مشروعاً طيباً أسميناه (لغة الضاد) وهو مشروع يهتم بالناطقين بالعربية وغير الناطقين بها، وفي هذا المشروع تم دراسة مشكلات ترهل اللغة العربية والتركيز على تقوية مواقع الضعف؟
ومن أهم هذه المشكلات التي تم الالتفات عليها.
- الابتعاد عن كتاب الله وغياب الاهتمام بنطقه الصحيح.
- سطوة العامية وغلبتها على العربية الفصحى.
- تغلغل اللغات الأجنبية وانتشارها الواسع.
- ندرة وجود معاهد خاصة لدراسة اللغة العربية في المغترب.
- الاقتصار في دراسة اللغة على المنهاج المدرسي دون الرجوع الى أمهات الكتب والمتون وشروحها.
وبعد الحديث عن مسوغات المشروع، يطيب لنا أن نذكر أهمَ ميزاته في ما يأتي:
- وصول المشروع إلى كل مكان في العالم.
- كادر المشروع مكون من معلمين مختصين أصحاب خبرة طويلة.
- يُدرّس في المشروع أمهات الكتب ابتداءً من القراءة السليمة وانتهاء بالكتب النحوية والبلاغة وغيرها..
- ضبط القرآن الكريم قراءة وإعراباً.
- يراعي جميع الفروقات الفردية والأعمار المتفاوتة بمستويات لكل عمر.
- خطة تعليمية مدروسة قدمتها باحثات متخصصات في اللغة العربية.
- منصة مجهزة بمستلزمات التعليم الحديثة وبكادر شامل لكل متطلبات التعليم عن بعد.
آليات مقترحة لترسيخ اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة:
- تكليف الطلاب بكتابة مواضيع إنشاء عن اللغة العربية لترسيخ الهوية العربية في نفوسهم.
– المسابقات الطلابية في المرادفات العربية.
– المسابقات الشعرية والنثرية.
– مسابقات التأليف والترجمة بكل أنواعها.
– المبادرات الشبابية الدولية لنشر اللغة العربية.
– الندوات التعريفية بأهمية اللغة العربية.
– فقرة هل تعلم عن اللغة العربية وإذاعة كلمات عن اللغة العربية بالإذاعة المدرسية.
-حث الطلاب على حفظ وترتيل وتفسير القرآن الكريم.
– دعم الأبحاث العلمية المختلفة في مجالات الأدب والفلسفة العربية وقواعد اللغة العربية.
– دعم مسابقات الإلقاء القراءة باللغة العربية الفُصحى.
– استخدام اللغة العربية الفصحى في التعاملات اليومية.
– الاهتمام بعلوم التجويد.
– إرسال البعثات الدولية لنشر وتعليم اللغة العربية على مستوى العالم.
– تأسيس عدد كبير من مراكز تعلم اللغة العربية على مستوى العالم.
– استخدام وسائل الإعلام المختلفة والقنوات المحلية والدولية في تقديم محتوى إيجابي فعال باللغة العربية.
– استخدام التكنولوجيا وشبكات الإنترنت ومحركات البحث لدعم المحتوى المقدم باللغة العربية بشكل دولي.
في الختام نحب أن ننوه أن لغة الضاد هي لغة أثبتت وجودها على مر الزمان وعبر القرون والحضارات المختلفة، وذلك بسبب انفتاحها وتطورها المستمر، فهي مصدر إلهام لعدد من الثقافات، هي شعاع من الأشعة الملهمة لذويها لبناء المستقبل بشكل أكثر تفرداً وتميزاً.
لذا يجب علينا جميعاً أن نسعى طوال الوقت للحفاظ على اللغة العربية، لأنها لغة مقدسة عظيمة وهي مصدر فخر لنا فعلينا أن نشجع المبادرات التي تدعم نشر اللغة العربية، ونعمل على توعية الأجيال القادمة بأهمية اللغة العربية.
(١) الثعالبي /فقه اللغة/
الكاتبة :ناهد عكرمة كويسم