تربية الطفل على النهج النبوي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:((هو الذي بعث في الأميين رسولا ً))
وقال تعالى:((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة))
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله عشر ،فما قال لي أفٍ قط وأمثال لشيءٍ فعلته لما فعلته ولا لشيء ٍتركته لما تركته ولا مسست خزاً ولا حريراً ولاشيٍ ألين من كف رسول الله.
فالهدف من بعث النبي هو التربية والتعليم ولطالما كان هو القدوة الحسنة لأمته فلابد من أخذ العظة والعبرة من سيرة وحياة سيدنا محمد وترسم خطاه حتى نبلغ أعلى درجات الكمال في التربية والتعليم .
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أَبْنَاءُ سَبْعِ ، واضْرِبُوهُمْ عليها، وهم أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ)). وهذا إن دل َّ على شيءٍ فإنما يدل على حلم النبي والأناة والصبر والرحمة في تربية الأطفال .
فالتربية بالمنهج النبوي هي:
■منهج كامل متكامل للحياة توازن بين حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ،وتستمر هذه التربية من الولادة حتى الموت.
■تهذيب النفس البشرية وتقويمها وإيصالها إلى الأفضل بالاستقامة والتخلق بالأخلاق الربانية .
ولطالما كان النبي هو المعلم والقائد الناجح في تنشئة وبناء أجيال مثقفة وإنارة ظلام الجهل بنور العلم فقد كانت حياته غنية بالأساليب التربوية والطرائق التعليمية
ومنها….
●التربية بالموعظة: ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ )) النحل ١٢٥
●التربية بالقصة :((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) الأعراف ١٧٦
●الحفاوة والترحيب وحسن الاستقبال .
●الرفق والرحمة وحسن التأني.
●استخدام الحوار والنقاش .
●الجمع بين الترغيب والترهيب: فالنفس البشرية فيها إقبال وإدبار ولابد من التعامل معها وفق معاييرها، والجمع بين الخوف والرجاء.
● الإقناع العقلي .
●الثناء والتشجيع .
●العقوبة عند الحاجة .
●الأسلوب التمثيلي والتطبيقي .
●التوكيد والإيضاح .
وبحسب المنهج النبوي في التربية، ومن خلال السيرة النبوية نجد أن هناك أنواع للتربية نذكر منها .
التربية الجسدية :فلا بد من الاهتمام بهذه التربية منذ الولادة حيث أكد الإسلام على ضرورة إرضاع الأم لطفلها والاهتمام بنظافة الجسم وستر العورات وإشباع حاجات الجسد من طعام وشراب وغرائز وفق ضوابط وآداب فرضها الله وسنها النبي .
التربية الروحية والنفسية: وتهدف إلى تزكية الروح بالسير بها لله تعالى وأن يؤمن الطفل بوجود الله معه دائماً وأن كل شيء بيد الله .
ومن الناحية النفسية أكد النبي والإسلام بعدم تحقير الطفل ، أو ذمه أو ضربه والتقليل من قدراته ، بل أكد النبي على رحمة الصغير وتحمله والصبر عليه ومنحه الثقة والاطمئنان كما كان يفعل مع السبطين صل الله عليه وسلم .
التربية الأخلاقية: وتهدف إلى ضبط أخلاق الطفل بما يتناسب مع الأدب مع الخالق((كالإخلاص والصدق والتقوى والرحمة واللين والرفق))
التربية العقلية: والتي تقوم على الإقناع والواقعية ،والابتعاد عن الخرافات والجهل بالإضافة إلى الاهتمام بتعليم الطفل ،وتوجيهه للتفكير والتأمل والإبداع
التربية الاجتماعية: وتهدف إلى التآخي والتلاحم وتنظيم العلاقات ومنع العنصرية والفتنة والبغض.
التربية الإسلامية: وتهدف إلى بناء إنسان متكامل دينيا ًودنيوياً يؤمن بالله ، ويطبق العبادات ويتمتع بأخلاق الإسلام الحميدة .
ومما سبق نجد أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي دستور للتربية والتعليم والتهذيب ،توجهنا إلى بناء إنسانية مطمئنة تتمتع بأخلاق جاذبة لأصولها وفطرتها، تحارب الخرافات والبدع ،وتجعل من قرآنها دستوراً لها ومن نبيها مرجعاً وقدوة .
ولكي ننهض بجيل واع ٍ سليم ٍمتعلمٍ مسلم لابد لنا من تتبع خطا نبينا، والسير على نهجه وطريقه والتمعن بسيرته ،وأخذ العبر والمواعظ من مواقفه وتجاربه .
المصادر والمراجع :
-القرآن الكريم
-المحدث الألباني-/المصدر(مختصر الشمائل )-أخرجه البخاري ومسلم
-صحيح الجامع(8685)رواه أبو داود وصححه الألباني
-سنن الترمذي للإمام الترمذي
-الإعجاز التربوي للدكتور مصطفى رجب
-الدكتور إبراهيم بن صالح الدحيم
-الدكتور سليمان بن جاسر الجاسر
الكاتبة حسنة زمار